ومع أنها مرتبطة بالحركة والتنسيق، فإن الديسبراكسيا حالة تنعكس على شتى مناحي الحياة. وبينما لا تزال هذه الحالة غير مفهومة جيدًا، من المهم التأكيد على وجود العديد من العلاجات والأدوات التي يمكن أن تساعد.
ستتعرّف هنا بمزيد من التفصيل على اضطراب الديسبراكسيا وأعراضه، إلى جانب خطط العلاج المحتملة والأدوات الفعّالة.
ما هي الدِّيسبراكسيا؟
الديسبراكسيا، أو اضطراب التنسيق النمائي (DCD)، اضطراب عصبي يؤثر في التنسيق والحركة لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
على الرغم من ظهور علامات الديسبراكسيا في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنها كثيرًا ما تمرّ دون تشخيص حتى يبدأ الطفل المدرسة أو حتى لاحقًا. الديسبراكسيا ليست مرتبطة بالذكاء ويمكن أن تؤثر في أي شخص بغضّ النظر عن قدراته العقلية.
هذا الاضطراب مرتبط أساسًا بمهارات الحركة الدقيقة والكبيرة. عادةً ما يواجه المصابون بالديسبراكسيا صعوبة في تنسيق الحركة ويجدون مشقة في تعميم مهاراتهم الحركية على أنشطة جديدة بسهولة. وقد يفضي ذلك إلى تدنّي تقدير الذات وضعف المهارات الاجتماعية.
تشمل الأعراض الشائعة للديسبراكسيا ما يلي:
- تأخّر في اكتساب المهارات الحركية في الطفولة المبكرة (الجلوس، الزحف، الوقوف، ومهام حركية أخرى)
- صعوبة في المشي والجري والقفز وربط الحذاء وإتمام معالم نمائية أخرى
- الحاجة إلى تعلّم المهارات البدنية بدل اكتسابها تلقائيًا
- صعوبة في فهم المفاهيم المكانية
- حركة بطيئة أو غير رشيقة مع فَقدان التوازن
- صعوبة في التعامل مع الأدوات والمعدات
- مشكلات في التخطيط الحركي
ما الذي يسبب الديسبراكسيا؟ تنتج الديسبراكسيا عن اضطراب في كيفية إرسال الدماغ لإشاراته إلى الجسم، لأن الخلايا العصبية الحركية في الدماغ لا تتطور كما ينبغي. لا يزال العلماء يعملون على تحديد السبب الدقيق لهذا الاضطراب.
يُعتقد أن الولادة المبكرة ووزن الولادة المنخفض يزيدان خطر الإصابة بهذا الاضطراب. علاوة على ذلك، قد يكون لوجود أفراد في العائلة يعانون صعوبات في الحركة والتنسيق دور ذو صلة.
علاجات الديسبراكسيا وأدواتها
مع أنه لا علاج شافٍ للديسبراكسيا، فثمة علاجات وأدوات يمكن أن تساعد في التعلم الحركي وتعين الأفراد على اكتساب مهارات جديدة بقدر أقل من العناء.
العلاج الوظيفي
العلاج الوظيفي مهنة في الرعاية الصحية الشاملة تستخدم أساليب متنوعة لتطوير أو تحسين أو الحفاظ على مستوى أداء الفرد البدني والمعرفي.
يحدّد أخصائيو العلاج الوظيفي أنشطة الفرد اليومية، ويساندونه في تجاوز الصعوبات والتحديات التي قد تطرأ.
يلعب العلاج الوظيفي دورًا محوريًا في تشخيص وعلاج الديسبراكسيا وصعوبات التعلّم الأخرى، بما في ذلك عُسر القراءة واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). ويمكن أن يكون فعّالًا أيضًا للأشخاص المتعافين من السكتة الدماغية.
علاجيًا، يستطيع أخصائيو العلاج الوظيفي مساعدة المصابين بالديسبراكسيا على فهم سبب تعثّرهم في بعض الأنشطة. كما يعملون مع الآباء وأطباء الأطفال والمعلمين لوضع نهج يشجّع الأفراد على التطوّر وتحقيق إمكاناتهم.
يقدّم أخصائيو العلاج الوظيفي الدعم للمصابين بالديسبراكسيا ولدعم صحتهم النفسية في مختلف مجالات الحياة.
علاج النطق
أحد أشكال الديسبراكسيا هو ديسبراكسيا الكلام، وتُعرف أيضًا بالأبراكسيا الكلامية أو عسر النطق اللفظي.
الأبراكسيا الكلامية اضطراب يواجه فيه الأفراد صعوبة في نطق الكلمات على نحو صحيح وبصورة متسقة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصعوبة لا تعود إلى مشكلات في عضلات النطق.
هناك نوعان من ديسبراكسيا الكلام: المكتسبة والنمائية، أي الأبراكسيا الكلامية الطفولية. وقد يكون علاج النطق خيارًا فعّالًا لكلا النوعين.
يعالج علاج النطق اضطرابات الكلام ومشكلات التواصل. ويساعد الأفراد على التحدث بوضوح من خلال تمارين مختلفة، بما في ذلك حلّ المشكلات، وتمارين التنفّس، وأنشطة التنظيم، وغيرها.
التحليل السلوكي
التحليل السلوكي هو الدراسة العلمية للسلوك البشري، ويستكشف لِمَ يتصرّف الناس بطريقة معيّنة وكيف يمكن تغيير بعض السلوكيات والوقاية منها.
يمكن لاختصاصيي تحليل السلوك مساعدة الأفراد المصابين بصعوبة التنسيق الحركي (الديسبراكسيا) على تحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصل واستقلاليتهم. يستخدم هؤلاء المتخصصون العديد من استراتيجيات التعزيز الإيجابي لمواءمة الدعم مع احتياجات كل فرد.
يمكن أن يكون تحليل السلوك مفيدًا بالقدر نفسه للأطفال الصغار ولأطفال المدرسة والبالغين.
العناية الذاتية
الدعم المهني مهم، لكن هذا لا يعني إهمال العناية الذاتية. يحتاج الأشخاص المصابون بالديسبراكسيا إلى الاعتناء بأنفسهم إذا أرادوا التقدّم وتحسين مهاراتهم.
على سبيل المثال، يمكن للتمارين المنتظمة والنشاط البدني تحسين التناسق، والتخفيف من الإرهاق، ومنع زيادة الوزن. علاوة على ذلك، فإن تعلّم التحدّث عن الحالة بإيجابية والحصول على الدعم النفسي اللازم أمران حاسمان للنجاح.
قد يستفيد مَن يواجهون صعوبة في التنظيم من استخدام تقويم أو ملاحظات لاصقة لوضع تذكيرات وخطط.
العلاج الطبيعي
يمكن أن يُحدث العلاج الطبيعي فرقًا كبيرًا للأشخاص المصابين بالديسبراكسيا. يركّز هذا العلاج عادةً على تقوية العضلات من خلال تمارين مختلفة. ويُكيّف أخصائيو العلاج الطبيعي هذه التمارين لتناسب احتياجات الفرد وحالته البدنية العامة.
مع تحسّن وظيفة العضلات، تتعزّز لدى المصابين بالديسبراكسيا المهارات الحركية والوضعية والتوازن، ويتحسّن التناسق بين العين واليد.
برامج تحويل النص إلى كلام
على الرغم من أن الديسبراكسيا ليست مرتبطة مباشرة بـ القراءة، فإن نقص المهارات الحركية الدقيقة قد يجعل أنشطة كالقِراءة أكثر صعوبة بكثير. قد يواجه الأشخاص المصابون بالديسبراكسيا صعوبة في تقليب الصفحات أو الإشارة إلى الكلمات أو الرسوم التوضيحية، أو حمل الكتب.
لحسن الحظ، يمكن للأطفال والبالغين المصابين بالديسبراكسيا الاستمتاع بالمحتوى المكتوب دون قراءته، وذلك بفضل برامج تحويل النص إلى كلام. تقوم هذه البرامج بتحويل النصوص إلى كلام وتتيح للأشخاص سماع الكلمات بصوت طبيعي أقرب إلى الصوت البشري.
Speechify – أداة تحويل النص إلى كلام لقراءة أي شيء
واحدة من أفضل برامج تحويل النص إلى كلام (TTS) في السوق هي Speechify. وبفضل تضمينها أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتيح Speechify لمستخدميها تحويل أي نص تقريبًا إلى كلام في لمح البصر.
يمكن للمستخدمين تخصيص الإعدادات حسب رغبتهم. يمكنهم اختيار السرعة المفضلة، الصوت، وحتى اللكنة. تتوفر Speechify كإضافة للمتصفح، وتطبيق مستقل على سطح المكتب، وتطبيق للهواتف الذكية، لذا يمكن استخدامها في أي مكان.
تتيح Speechify للأفراد تحسين التعرّف على الكلمات، وإتقان لكنات مختلفة، وممارسة مهارات الانتباه والتركيز، وتحديد الأخطاء وتصحيحها. بالإضافة إلى ذلك، تمكّن من القيام بمهام متعددة في آنٍ واحد. على سبيل المثال، يمكن للأطفال المصابين بالديسبراكسيا ممارسة التمارين أثناء الاستماع إلى كتابهم المفضل.
تُناسب Speechify الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، واضطرابات طيف التوحد، وعسر القراءة، وإعاقات أخرى. وبالطبع، يمكن لأي شخص يرغب في الاستماع إلى المحتوى بدلاً من قراءته استخدام هذا البرنامج.
يقدّم البرنامج خطة مجانية وخطة مدفوعة. يمكنك تجربة الخدمة مجانًا ومعرفة ما إذا كانت تناسب احتياجاتك.
الأسئلة الشائعة
ما هي أنواع الديسبراكسيا؟
يقسم العديد من الخبراء الديسبراكسيا إلى أنواع حسب المشكلات الأكثر تأثيرًا لدى الفرد. الأنواع الشائعة هي الديسبراكسيا اللفظية، والديسبراكسيا البنائية، والديسبراكسيا الفكرية، والديسبراكسيا الحركية التخيلية (الإيديوموتورية).
هل تزداد الديسبراكسيا سوءًا مع التقدم في العمر؟
لا تزداد الديسبراكسيا سوءًا مع العمر كما يحدث في بعض الأمراض الأخرى. ومع ذلك، قد تؤثر على الأفراد بطرق مختلفة وفي مراحل حياة متباينة. لذا قد يبدو أن الأعراض تزداد سوءًا، رغم أن ذلك ليس بالضرورة صحيحًا.
