كيف تعرف إن كان لدى شخص ما صعوبة تعلّم؟ هل توجد اختبارات يمكن للطفل خوضها لمعرفة ذلك؟ إليك كل ما تحتاج معرفته.
ما هي صعوبات التعلّم؟
صعوبات التعلّم هي حالات قد تعيق التعلّم أثناء الدراسة، وقد تمتد آثارها لاحقًا في الحياة. وقد تجعل بعض الأنشطة اليومية صعبة أو شبه مستحيلة الإنجاز.
من لديهم صعوبات تعلّم قد يحتاجون لبذل جهد أكبر لتجاوز التحديات. وفي حالات، قد يلزم تنمية مهارات جديدة، ويمكن أن تسهم التربية الخاصة في ذلك. ومن المهم أيضًا معرفة أن صعوبات التعلّم قد تؤثر في الشخص بطرق شتّى.
قد يواجهون صعوبة في الكلام أو القراءة أو الحساب، أو مشكلات في المهارات الحركية، وغيرها. وتذكّر أن بعض الأطفال متعلمون سمعيًا، يفضّلون الاستماع إلى المحتوى على قراءته.
اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، وعسر القراءة، وصعوبات تعلّم شائعة أخرى لدى الأطفال
من أكثر صعوبات التعلّم شيوعًا: عسر القراءة، واضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD)، وعسر الحساب، وعسر الكتابة، والتوحّد، واضطرابات المعالجة، والخلل الحركي التنسيقي (ديسبراكسيا). كل من هذه الصعوبات قد يؤثر على التعليم والتقدّم في الحياة. ومن يعاني عسر القراءة يجد صعوبة في القراءة، ويُقدَّر أن نحو 20% من الأطفال يمرّون به.
اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) يؤثر في التركيز والانتباه. وقد يواجه الطفل المصاب به صعوبة في ضبط فرط الحركة والاندفاع والانتباه.
عسر الحساب يؤثر في مهارات الرياضيات، وعسر الكتابة يطال مهارات الكتابة. وغالبًا ما يصاحب عسرُ الكتابة عسرَ القراءة، فيجعل القراءة والكتابة أكثر صعوبة.
وأخيرًا، تؤثر الديسبراكسيا في قدرة الشخص على تنسيق الحركات وتخطيط الأفعال.
اختبارات مجانية لصعوبات التعلّم تساعدك على التحقّق من وجود اضطرابات التعلّم
بعد هذه النظرة العامة على صعوبات التعلّم، قد تتساءل كيف تتحقّق مما إذا كان لدى طفلك أي من هذه المشكلات. توجد اختبارات ودورات عبر الإنترنت يمكنك الاطلاع عليها، وتمنحك فكرة عامة عمّا تتوقّعه.
يجدر التنبيه إلى أن هذه الاختبارات مصممة لتقديم معلومات والإشارة إلى مشكلة محتملة. لكنها غير مُعدّة للاستخدام كتشخيص. وللحصول على تشخيص دقيق، لا بدّ من استشارة أخصائي نفسي تربوي.
غاية هذه الاختبارات إرشادك إلى ما إذا كان هناك ما يدعو للقلق واتخاذ الخطوات اللازمة. ومن باب الفائدة، يمكنك أيضًا التواصل مع جمعية صعوبات التعلّم الأمريكية.
اختبارات التقييم الذاتي والقوائم المرجعية
هناك مواقع كثيرة توفّر قوائم مرجعية واختبارات تقييم ذاتي يمكنك أنت أو طفلك خوضها. وهي مصمَّمة لمنح فكرة عامة عن الموضوع والتلميح إلى احتمال وجود مشكلة بناءً على النتائج.
غالبًا ما تكون هذه الاختبارات بسيطة: يجيب الشخص بنعم أو لا، أو على مقياس من 1 إلى 5، ونحو ذلك. وتحدِّد إجابات الموافقة أو عدمها النتائج.
ليست الخيار المثالي، لكنها قد تمنحك بعض المؤشرات. والأهم أنها تُطلعك على ما إذا كنت بحاجة إلى استشارة مختص أو مقدم رعاية صحية. واختبار عسر القراءة قد يكون الأسهل رصدًا.
اختبارات لاضطراب محدد
الاختبار الموجَّه لاضطراب بعينه أدقّ من القوائم المرجعية. لكن ستحتاج أولًا لتحديد ما تريد اختباره: عسر القراءة؟ ADHD؟ أم غير ذلك؟
سيعتمد نوع الاختبار على ما تختاره. ووضعًا في الحسبان أنه لا يوجد اختبار واحد حاسم لعسر القراءة لتعدّد الأعراض المحتملة. غير أن أخصائيًا متمرسًا يمكنه تشخيصه بسرعة.
اختبارات واستبيانات عامة
الاختبارات العامة تشبه القوائم المرجعية، لكنك ستجيب فيها عن أسئلة تُظهر ما إذا كانت لديك صعوبات في مجال بعينه كالحساب أو الإملاء أو القراءة. مرة أخرى، هذه اختبارات بسيطة وغايتها تقديم مزيد من التفاصيل حول الموضوع.
إجراء اختبار عبر الإنترنت لا يوازي زيارة معالج مختص بعسر القراءة، إذ يستطيع تقييم مهارات القراءة وتحديد وجود اضطراب قرائي من عدمه.
كيف تؤثر صعوبات واضطرابات التعلّم في المتعلمين على اختلاف المراحل والأعمار
يجدر التنويه إلى أن اضطرابات القراءة قد تطال الأشخاص على اختلاف أعمارهم. غالبًا ما تستمر مشكلات عسر القراءة مع الطفل عندما يكبر، خاصة إذا تُركت الحالة من دون علاج.
في سن الطفولة المبكرة، قد تُسبّب صعوبات التعلّم متاعب كبيرة في المدرسة الابتدائية. قد يواجه المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه صعوبة في متابعة الدروس، وقد يورّطهم فرط النشاط في متاعب أيضًا.
في الوقت نفسه، يجعل عسر القراءة وعسر الكتابة عملية التعلّم صعبة للغاية. يصبح أي واجب كتابي كابوسًا، وقد يُمضي الطفل وقتًا طويلًا فيه. وكل هذه المشكلات قد تطال المراهقين والبالغين كذلك.
قد يواجه البالغون مشكلات في احترام الذات، والتحفيز، والثقة بالنفس، والصحة النفسية، والتركيز، والسلوك، والعزلة الاجتماعية، وغيرها. يمكن أن تساعد التدخّلات المبكّرة في التعامل مع الحالة، وتمكين الشخص من تجاوز صعوباته عبر برامج تعليمية متنوّعة، وخطط تعليمية فردية (IEP)، وغيرها.
الأسئلة الشائعة
هل هناك اختبارات لصعوبات التعلّم؟
نعم. ثمة العديد من الاختبارات والفحوصات التي قد تكشف ما إذا كان شخص ما يعاني صعوبة تعلّم محددة. غير أن معظم الاختبارات المتاحة عبر الإنترنت يُفترض استخدامها كمؤشّر يدفع إلى زيارة مختص مُدرّب يمكنه رصد علامات صعوبات التعلّم واقتراح خيارات علاجية محتملة.
ما أفضل اختبار لتحديد صعوبات التعلّم؟
غالبًا ما تكشف اختبارات الذكاء ما إذا كان الطفل يعاني صعوبة تعلّم. وهذا أحد الأسباب التي تدفع كثيرًا من المدارس الحكومية إلى إجراء هذه الاختبارات قبل الصف الأول. تشمل الاختبارات الأخرى اختبارات القدرات المعرفية، واختبارات القراءة والكتابة، وغيرها.
ما الفرق بين عسر القراءة وعسر الحساب؟
عسر القراءة اضطراب يؤثر في القراءة، وقد يواجه المصاب بهذه الحالة مشكلات مع مختلف النصوص المكتوبة. أمّا عسر الحساب فهو أيضًا من صعوبات التعلّم، ويظهر على شكل صعوبة في فهم الرياضيات والأرقام.

