كيف أتذكّر أكثر مما أقرأ
كلنا مررنا بذلك. تقضي وقتًا طويلاً تحدّق في كتاب مدرسي أو نص طويل على هاتفك أو مقال، وتَعِد نفسك بأنك ستتذكّر كل المعلومات عند موعد الامتحان. وعندما يحين اليوم المنتظر، بالكاد تتذكّر شيئًا. قد يكون ذلك محبطًا، خاصةً حين تشعر أنك تفعل كل شيء كما ينبغي. وقد تشعر حتى أنه مضيعة للوقت. فما السبب؟ رغم أن أدمغتنا ليست مصممة لتستوعب كل ما نقرأه، فهناك طرق تزيد مردود القراءة وتعزّز الاحتفاظ بالمعلومات. باتباع بعض النصائح البسيطة، ستضمن أن تحصد أقصى فائدة من قراءتك.
تطوير مهارات قراءة قوية
مهارات القراءة ليست مهارة تُكتسَب مرة وتنتهي، ويمكن اكتسابها وصقلها. إليك بعض الطرق لفعل ذلك.
زيادة سرعة القراءة وكمّها
من طرق أن تصبح قارئًا أفضل أن تزيد مقدار وسرعة ما تقرأه. إن قرأت أسرع، ستنجز مادة أكثر وتحتفظ بمعلومات أكثر. هناك عدة طرق للعمل على زيادة سرعتك. إحدى الطرق استخدام مترونوم أو مؤقّت للمساعدة على الحفاظ على إيقاع ثابت. قد يبدو غريبًا القراءة على إيقاع مؤقّت، لكن مع الوقت سيصبح أمرًا اعتياديًا. قد لا تحب قطع جلسة القراءة، لكن سرعتك وتركيزك سيتدهوران تدريجيًا كلما طالت المدة. لتجنّب ذلك، التزم بجلسات قراءة متقطّعة ومنتظمة بدلًا من البقاء ساعات على المكتب. واحرص على قضاء الاستراحات بعيدًا عن الكتب أو الشاشات. قد يُغريك تمضية الاستراحة في التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو قراءة الأخبار، لكن ذلك قد يزيد شعورك بالإجهاد. بدلًا من ذلك، اخرج للمشي، اقضِ وقتًا مع أحبّائك، أو حتى حضّر فنجان قهوة.
اقتناء قارئ إلكتروني
طريقة أخرى لجعل القراءة أسهل وأكثر متعة هي الاستثمار في قارئ إلكتروني مثل كيندل أو نووك. تتيح لك القارئات الإلكترونية تخزين عدة كتب على جهاز واحد، لتجد دائمًا ما تقرأه متى شئت. كما أنها مصممة بطريقة مبسّطة للتركيز على الكتاب دون مشتتات كثيرة، وتضم ميزات كالقواميس المدمجة وأحجام الخطوط القابلة للتعديل لتجعل القراءة أسهل وأقل إحباطًا. وإن كنت ممن يميّزون المقاطع أو يدونون الملاحظات أثناء القراءة، فمعظم القارئات الإلكترونية تتيح لك ذلك. هذا يساعد على تكوين صور ذهنية للمحتوى، ما يعزّز الذاكرة على المدى الطويل.
جرّب طريقة مختلفة كليًا للقراءة
ربما لا تناسبك القراءة التقليدية. إن كان الأمر كذلك، فهناك خيارات أخرى يمكن أن تساعدك على تحسين مهاراتك. جرّب الاستماع إلى الكتب الصوتية أو البودكاست، أو مشاهدة الفيديوهات بدلًا من قراءة النص. يمكنك أيضًا استخدام تطبيقات مثل Spreeder أو Readorium التي تقدّم تمارين مخصّصة تساعدك على القراءة أسرع. والأفضل من ذلك، يمكنك تجربة تحويل النص إلى كلام (TTS) مثل برنامج Speechify، الذي يحوّل أي نص إلى كلام منطوق. أيًّا كانت الطريقة التي تختارها، فتأكّد من أنها تناسبك لتستمر عليها على المدى الطويل.
ترسيخ عادات جيدة
من أفضل الطرق لتصبح قارئًا أفضل أن تطوّر عادات قراءة جيدة. ابدأ بتخصيص بعض الوقت كل يوم للقراءة — حتى لو كانت 10 أو 15 دقيقة في البداية — حتى تصبح جزءًا من روتينك اليومي. ثم أنشئ مكانًا مريحًا في منزلك حيث يمكنك الاسترخاء والتركيز على ما تقرأ دون مشتتات مثل الهاتف أو التلفاز بجانبك. أخيرًا، تأكّد من أن كل كتاب تقرأه يهمك، حتى تشعر أن القراءة نشاط ممتع لا مهمة إضافية في قائمة مهامك. على سبيل المثال، يمكنك تحديث قائمة قراءتك واستبدال بعض الروايات بمواد غير روائية. يجب أن يكون هدفك دائمًا أن تضيف معرفة جديدة مع الاستمتاع. ومع عادات قراءة جيدة، ستتعلّم المزيد في وقت أقل.
كيف تُثبّت معلومات الكتب في الذاكرة
أحيانًا تكون معلومات الكتب مملة، وقد يصعب تتبّع كل تلك التفاصيل أثناء القراءة. إليك بعض ما يمكنك فعله لتلتصق معلومات الكتاب في ذهنك بصورة أفضل.
القراءة النشطة
قد يشمل ذلك القراءة بصوتٍ عالٍ، أو استخدام إصبعك أو قلم رصاص لتُبقي موضعك في الصفحة وتتحرك بسرعة أكبر. يمكنك أيضًا تسطير المعلومات أو حتى كتابة أجزاء محددة على بطاقات فهرسة. مثلًا، يمكنك التوقّف وكتابة موضوع كل فصل أو نقاطه الرئيسية. القارئ النشط يبني قصورًا للذاكرة وصورًا ذهنية للنص، ما يعزّز التذكّر والاحتفاظ بالمعلومة.
اربط ما تقرأه بما تعرفه بالفعل
طريقة فعّالة لمساعدة دماغك على ترسيخ المعلومات الجديدة هي ربط ما تقرأه بما تعرفه مسبقًا. فإذا صادفت مفهومًا جديدًا أو سِمة شخصية غير مألوفة، فحاول إيجاد تشبيه أو مثال يرسّخها في ذهنك. كلما كثرت الروابط التي تبنيها، كان أفضل!
لا تكتفِ بالتصفّح — تفاعل مع النص فعليًا
عندما تقرأ بانخراط، يزداد احتمال أن يستوعب دماغك المعلومات ويخزنها. لذا اسأل نفسك أسئلة وأنت تقرأ، وتوقع ما قد يحدث لاحقًا، وتخيل المشاهد في ذهنك. كلما زاد انخراطك، تحسّن تذكّرك.
نصيحة إضافية—جرّب ألعاب الذاكرة
مثل أي عضلة في جسمك، يحتاج دماغك إلى تدريب ليبقى قويًا وصحيًا. فلماذا لا تمنحه تمرينًا ببعض ألعاب الذاكرة المسلّية؟ لن تكون ممتعة فحسب، بل قد تعزّز أيضًا قدرتك على تذكّر المعلومات.
استمع إلى ما تقرأ مع Speechify
عندما تتعلّم معلومات جديدة، يفيدك أن تسمع ما تقرأ. أظهرت الدراسات أن سماع الكلمات ورؤيتها في الوقت نفسه يساعد دماغك على معالجة المعلومات وترسيخها بشكل أفضل. وهنا يأتي دور Speechify. Speechify هو خدمة تحويل النص إلى كلام تقرأ أي نص بصوت عالٍ، بحيث يمكنك الاستماع أثناء العمل أو الدراسة. ما عليك سوى إدخال النص الذي تريد سماعه، وسيقرأه Speechify بصوت واضح وطبيعي. يمكنك حتى ضبط السرعة والنبرة لإيجاد الإعداد المثالي لاحتياجاتك. وإذا احتجت يومًا إلى الرجوع ومراجعة شيء ما، فيمكنك بسهولة إنشاء تسجيل للنص لتستمع إليه في أي وقت ومكان. لماذا الانتظار؟ جرّب Speechify الآن على speechify.com.
الأسئلة الشائعة
ما السبب الأشهر لنسيان الناس ما يقرؤونه؟
وفقًا لخبراء علوم الأعصاب، فالسبب الأشيع هو ضعف الاستيعاب. وقد يعود ذلك إلى مهارات قراءة ضعيفة، أو قلّة التركيز، أو مجرّد عدم الانتباه.
ما أفضل الطرق لتذكّر ما تقرأ؟
من الطرق تكوين صورة ذهنية للمعلومات، وأخرى استخدام كلمات مفتاحية أو وسائل تذكّر (mnemonics) لتثبيت النقاط الرئيسية.
ما الاستراتيجيات التي تساعدك على تذكّر المزيد مما تقرأ؟
جرّب القراءة النشطة من خلال تدوين الملاحظات أو كتابة الخلاصة الرئيسية بكلماتك أنت، وقراءته بصوت مسموع، وربط ما تحاول تذكّره بما تعرفه سلفًا.

