وجود عسر القراءة لدى شخص ما يعني صعوبة الربط بين الأصوات والحروف التي تُكوِّن الكلمات. وعلى الرغم من اعتباره صعوبة تعلّم، إلا أنه لا علاقة له بمعدل الذكاء. علاوة على ذلك، لا صلة له بمشكلات الرؤية. عند الحديث عن عسر القراءة، يكون التركيز عادةً على الأطفال، إذ تبدأ الأعراض مبكرًا. ومع ذلك، يفاجَأ كثير من البالغين عند اكتشافهم إصابتهم به لاحقًا في الحياة. فلنلقِ نظرة على ما يمرّون به وما يواجهونه.
ما الذي يعانيه البالغون المصابون بعسر القراءة في حياتهم اليومية؟
ليس سرًّا أن التعايش مع حالة مثل عسر القراءة يجعل الحياة أكثر صعوبة على أيٍّ كان، بما في ذلك البالغون. ومثل الأطفال، يكونون أكثر عُرضة للقلق والغضب وتدنّي تقدير الذات وحتى الاكتئاب. تعرّف على المزيد:
- القلق: ردّ فعل بشري شائع تجاه الخطر، يتجلّى في استجابات القتال أو الهروب أو التجمّد. غالبًا ما يشعر البالغون المصابون بعسر القراءة بالقلق قبل الذهاب إلى العمل، لأنهم يعرفون أنهم سيدخلون مواقف مُربِكة ومُثيرة للتوتّر مرتبطة بحالتهم مباشرة.
- الغضب: ليس غريبًا أن يشعر البالغون المصابون بعسر القراءة بالغضب. والاختلاف الأبرز بينهم وبين الأطفال هو جهة توجيه هذا الغضب؛ ففي حالة البالغين، يكون عادةً نحو زملاء العمل أو أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- تقدير الذات: يسير عسر القراءة وتدهور الصحة النفسية جنبًا إلى جنب. فبسبب ضعف مهارات القراءة، قد يتدنّى تقدير الشخص لذاته، ما يقود إلى هشاشة في المهارات الاجتماعية تقف وراء تدهور صحته النفسية.
- الاكتئاب: البالغون المصابون بصعوبة القراءة أكثر عُرضة للأفكار السلبية تجاه أنفسهم، ما يصعّب تفسير التجارب اليومية بإيجابية، ويتحوّل في النهاية إلى عجز عن تخيّل مستقبل مُبشِّر.
يؤثر عسر القراءة في الجوانب الشخصية والمهنية من الحياة. من صعوبة بناء علاقات اجتماعية سليمة إلى تراجع الأداء في العمل، قد يشعر البالغ المصاب بعسر القراءة وكأنه لا حيلة له لتغيير مجرى حياته.
أعراض وعلامات عسر القراءة لدى البالغين
أكثر عرضين شيوعًا لعسر القراءة لدى البالغين والأطفال هما:
- صعوبات في القراءة وحلّ المسائل الحسابية
- ضعف الذاكرة وإدارة الوقت
يعاني المصابون بعسر القراءة أيضًا من صعوبات في الفهم القرائي والتلخيص. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجهون صعوبة في فهم الأمثال والنكات. وإلى جانب هذه العلامات، قد تجعل عوامل أخرى متابعة شؤون الحياة اليومية أمرًا أكثر صعوبة، وتشمل ما يلي:
- صعوبة التركيز على نشاط واحد
- تجنّب الاجتماعات المتعلّقة بالتخطيط
- الشعور بالإرهاق عند طَلب ملء استمارة طويلة
- المبالغة في ردّ الفعل تجاه الأخطاء
- فرض معايير صارمة على الذات
- تفضيل التعلّم بصريًّا
- حساسية عالية تجاه التوتّر
- تدنّي تقدير الذات
فهم الفارق بين اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) وعسر القراءة
على الرغم من أن كثيرين يخلطون بينهما، فإن عسر القراءة واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط حالتان دماغيتان متميزتان. ومع ذلك، قد يتداخلان كثيرًا؛ إذ إن ثلث المصابين بعسر القراءة لديهم أيضًا ADHD. كما أن وجود ADHD يرفع خطر الإصابة باضطرابات نفسية وصعوبات تعلّم مثل عسر القراءة إلى ستة أضعاف مقارنة بعامة الناس. ومع هذا، فوجود ADHD لا يضمن تطوّر عسر القراءة، ولا ينتج ADHD عن عسر القراءة. قد يجعل عسر القراءة فهم اللغة المنطوقة والمكتوبة أكثر صعوبة. أمّا ADHD فيجعل الشخص أكثر عُرضة لفرط النشاط ويعيق القدرة على التركيز وكبح الاندفاع، ما يصعّب أداء المهام اليومية.
الخيارات العلاجية الشائعة الموصى بها لعسر القراءة
بعد أن يحدّد المتخصص الطبي المشكلة، قد تتضمن خطة علاج عسر القراءة ما يلي:
- العلاج الوظيفي لتعلّم كيفية التعامل مع المشكلات التي يسبّبها عسر القراءة في العمل
- التدريب أو الدروس الخصوصية للمساعدة على القراءة بطلاقة أكبر، وهو أمر أساسي لعسر القراءة في أي عمر
- طلب تسهيلات معقولة من صاحب العمل بموجب قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA)
- طلب توجيهات منطوقة بدلًا من المكتوبة
- البحث عن مجموعات دعم لوضع استراتيجيات تساعد على تعلّم المواد الجديدة والاحتفاظ بها
- التدرّب على مواقف غير مريحة
يمكن للتكنولوجيا أيضًا أن تلعب دورًا مهمًا في إدارة عسر القراءة، لا سيّما لدى البالغين العاملين. وفيما يلي بعض الأدوات التي قد تساعدك:
- استخدام تطبيقات وأدوات تحويل الكلام إلى نص والعكس لتخفيف عبء الكتابة والطباعة على الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة
- تسجيل الاجتماعات أو المحادثات المهمة للاستماع إليها لاحقًا تفاديًا لفوات معلومات حاسمة
- استخدام أدوات التنظيم الرقمية للمساعدة على البقاء على المسار الصحيح وتقليل المشتتات
أفضل الأساليب غير الطبية لدعم البالغين الذين يعانون من عسر القراءة
على الرغم من أن الإرشادات الطبية لأنواع عسر القراءة مهمة، فهناك طرق غير طبية لتخفيف أثر هذه الصعوبة لدى البالغين. ما نتحدث عنه هنا هو أدوات التكنولوجيا المساعدة، وتشمل تطبيقات وبرامج متنوعة يمكن أن تجعل حياة البالغ المصاب بعسر القراءة أسهل بكثير.
- KAZ-Type: أُنشئ البرنامج بمساعدة مؤسسة أبحاث عسر القراءة، وهو مُصمَّم خصيصًا لتلبية احتياجات المصابين بعسر القراءة. غالبًا ما تكون الكتابة على لوحة المفاتيح أسهل عليهم من الكتابة باليد. ويُرشد المستخدمون عبر تدريبات ودروس تبني أساسًا قويًا لمهارات الطباعة باللمس، ما يسهل عليهم الأداء في العمل.
- Sonocet Audio Notetaker: يقوم Sonocent Audio Notetaker بتسجيل الصوت إلى جانب الشرائح والنصوص المرافقة في مساحة عمل واحدة. إنها طريقة أكثر فاعلية لتدوين الملاحظات، خاصةً لمن يواجهون صعوبة في التدوين يدويًا. يمكن للمستخدمين تصنيف وتنظيم مجموعات ملاحظاتهم لتكون متاحة بسهولة وقت الحاجة.
- ClaroRead: يوفّر ClaroRead لمستخدميه إمكانية الكتابة بسهولة في Google Docs، والبحث، وقراءة PDF والتدقيق الإملائي. ويمكنهم استخدام الخرائط الذهنية لإنشاء المشاريع والمقالات وغيرها وتنظيم أفكارهم. ورغم أن كثيرًا من مستخدميه من ذوي عسر القراءة، فإنه مستخدَم على نطاق واسع أيضًا لدى من لا يواجهون صعوبات تعلم.
- Talking Fingers: برنامج متقدّم—Talking Fingers—يقدّم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تشجّع على القراءة النشطة والإملاء. يركّز كل جزء على مهارة مختلفة، مثل القراءة أو الطباعة أو الكتابة. ورغم أنه موجّه بالاسم إلى طلاب المرحلة الثانوية، فإنه قد يكون مفيدًا جدًا للبالغين الذين يعانون من عسر القراءة وحالات مشابهة.
- Speechify: بوصفه أفضل تطبيق لتحويل النص إلى كلام متاح حاليًا، يمكن لـ Speechify تحويل أي نص مكتوب إلى كلام بصوت طبيعي. ويتيح التطبيق تمييز النص، ما يساعد المستخدمين على المتابعة وصقل مهارات القراءة. ويتمكّن البالغون الذين يعانون من عسر القراءة ويستخدمون Speechify من العمل بفعالية ونجاح أكبر عبر تحسين الفهم القرائي وتثبيت المعلومات.

