الأطفال لديهم مهارات ومستويات قراءة ونقاط قوة مختلفة، وفي الوقت نفسه لديهم نقاط ضعفهم الخاصة. لهذا السبب من الضروري التركيز على التعلّم الفردي وتعليم المجموعات الصغيرة وإيجاد طرق لمساعدة القرّاء المتعثّرين.
إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول الوعي الصوتي والوعي الفونيمي، واستراتيجيات فهم القراءة المختلفة، وعلوم القراءة، وسبل تنمية طلاقة القراءة.
هدف التدخّل القرائي
إذا كنت تتساءل عن هدف أنشطة التدخّل القرائي، فالجواب بسيط إلى حدٍّ كبير. الهدف هو مساعدة المتعلمين على القراءة بسلاسة عبر تغيير النهج المتّبع. يمكن أن يُحدث تعديل برنامج القراءة فرقًا كبيرًا لدى القرّاء المتعثّرين، وهو نهج فعّال.
بطبيعة الحال، ثمة أشكال عديدة ومختلفة من التدخّلات، ويجب عليك اختيار ما يلائم احتياجات طلابك. في بعض الحالات، سيحتاج الأطفال إلى تعليم صريح ومباشر، وسيتعيّن على المعلّمين التركيز على فهم احتياجات كل طالب.
أمثلة على التدخّلات القرائية
مجرد القول إنك ستغيّر النهج لا يكفي. تحتاج إلى معرفة ما ينجح فعلاً، وكيف يمكن لطرق مختلفة أن ترفع أداء الصف بأكمله. وتكمن الأهمية في أن كثيرًا من الأطفال يعانون عسر القراءة.
سيحتاجون إلى كل المساعدة الممكنة، والتعليم الخاص يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. ومن الجدير بالذكر ضرورة اختيار تدخّل مناسب. فما ينفع الصف الأول قد لا يكون بالفعالية نفسها مع الطلاب الأكبر سنًا.
الترميز بالألوان
يُعد الترميز بالألوان طريقة فعّالة للتفريق بين أحرف معيّنة، ولهذه الإستراتيجية طرق استخدام عدّة. ومن الأمثلة الشائعة تخصيص لون واحد لأنماط صوتية معيّنة.
ينبغي لك وللطّلاب تخصيص لون لأجزاء مختلفة من الكلمة. قد تكون هذه الحروف المتحركة، أو الصوتيات، أو حروفًا عادية فحسب.
يمكن أن يكون الترميز بالألوان مفيدًا أيضًا لتعلّم المقاطع، والبادئات، واللواحق، والقوافي، والتعرّف على الكلمات، والكلمات الجديدة، وأنماط الإملاء، والمزيد. ويجعل الحصّة أكثر تشويقًا للصغار.
مقاطع الفيديو
يمكن أن تكون مقاطع الفيديو إضافة ممتازة إلى دروسك، لا سيما اليوم إذ يمكنك العثور على مقطع حول كل موضوع تقريبًا. والسبب في روعة المحتوى المرئي أن كثيرًا من الأطفال يتعلمون سمعيًا وبصريًا.
تسهّل عليهم معالجة المعلومات عندما يرون أو يسمعون كيفية النطق الصحيح. ويمنحك ذلك مساحة واسعة لاستكشاف دروس وأساليب مختلفة. ويمكنك أيضًا أن تدع الأطفال يرسمون الكلمات وما تمثّله.
إذا استطاعوا رؤية التمثيل البصري (ولا سيما إذا رسموه بأنفسهم)، سيسهل عليهم تذكّره.
مَدّ الكلمات
يُعد مَدّ الكلمات طريقة شائعة أخرى فعّالة، وهو مفيد جدًا للأطفال المصابين بـ عسر القراءة. كثيرًا ما تكون الحروف متقاربة جدًا حتى عند الكتابة على لوحة المفاتيح، وحينها يسهل اختلاط الحروف ووقوع الأخطاء.
ومع اعتماد تباعد مناسب، سيكون على الأطفال أسهل أن يتذكّروا الحروف ويركّزوا على المحتوى. ولا شكّ أن علاج عسر القراءة ليس أمرًا بسيطًا، لكنه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح.
يمكنك أيضًا استخدام وسائل مساعدة لجعل المَدّ أوضح؛ فالنوابض المرنة والشرائط المطاطية خياران مثاليان. وعلاوة على ذلك، تؤدي تجزئة الكلمات الغرض نفسه أيضًا.
أكثر التدخّلات القرائية فاعلية
الآن بعدما اتضحت لك استراتيجيات التدخّل القرائي وكيف يمكن أن تفيد طلابك، حان الوقت لاستعراض بعض الخيارات الأشد فاعلية. تذكّر أن هذه الأساليب جميعها فعّالة بدرجات متفاوتة.
وبعضها أسهل تطبيقًا من غيره. فالأطفال يعشقون استخدام أقلام التلوين، وترميز الألوان من أبسط الطرق لتمييز الكلمات. لكن هناك أساليب أشد فاعلية.
التعليم القرائي الفردي لكل طالب
التعليم القرائي الفردي لكل طالب أو IRI هو أحد أفضل الأساليب لتحسين الإنتاجية وتطوير مهارات القراءة لدى الأطفال في الصف. وبدلًا من استخدام طريقة تدريس موحّدة، ستركّز على احتياجات كل طفل على حدة.
لا حاجة للقول إن الأمر ليس سهلًا. لكن من الضروري إدراك أن لكل طفل احتياجات مختلفة. لدى بعضهم ستكون القراءة الجهرية يسيرة، بينما قد يحتاج آخرون إلى مزيد من الوقت والاهتمام.
وهذا يعني أيضًا أن المعلّم سيحتاج إلى تكييف المواد لكل طفل، ووضع خطة درس، وتقديم تعليمات مباشرة، والتركيز على مكامن قوّتهم.
المنهج الصوتي (الفونكس)
الفونكس هو نهج للقراءة وطريقة رائعة أخرى لتقديم تعليم مهارات القراءة والكتابة. يركّز على كيفية نطق كل حرف، ويمكّن الأطفال من التعرّف على الأصوات اللغوية (الفونيمات). كما يحسّن الوعي الصوتي، وفك الشفرة، ويساعد الأطفال على التقدّم.
وهذا أيضًا من أنسب الأساليب للقراء المتعثرين إذ يتيح لهم البدء من الصفر. بالطبع، هناك العديد من الدورات والدروس التي يمكنك الاطلاع عليها والتي قد تكون مفيدة جدًا في مثل هذه الحالة.
القراءة بصوت عالٍ
القراءة بصوت عالٍ وسيلة رائعة تساعد الأطفال على تحسين قراءتهم. المشكلة الوحيدة هنا أن بعض الطلاب قد يكونون خجولين جدًا. نعم، من الجيّد مساعدتهم على الخروج من قوقعتهم، لكن الضغط الشديد قد يأتي بنتيجة عكسية.
لذا استخدم هذه الطريقة فقط إذا لم تُحدث مشكلة. لا تحاول فرضها، خصوصًا مع الأطفال الذين يعانون عسر القراءة. فقد تُضعف صعوبات القراءة تقدير الذات، ما يجعل القراءة جهرًا أمام الصف بأكمله شبه مستحيلة.
مما يخفف القلق وجود تمارين إحماء أو تدريب للقراءة. سيساعد ذلك أيضًا في متابعة تقدّم الطلاب، والاستجابة للتدخل (RTI)، كما يتيح للمعلم إجراء تقييم قرائي.
استخدام تحويل النص إلى كلام لتحسين مهارات القراءة والطلاقة
إذا أردت الارتقاء بكل شيء إلى مستوى جديد تمامًا، فيمكنك دائمًا تجربة أدوات تحويل النص إلى كلام. أحد الخيارات الشهيرة هو Speechify، وهي أداة TTS متعددة الاستخدامات. يتيح استخدامها للأطفال الاستماع إلى أي نوع من المحتوى، بما في ذلك المستندات الورقية.
هناك خيارات تخصيص كثيرة، ويمكنك الاختيار من باقة من الأصوات عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل Speechify على أي جهاز تقريبًا، ما يسهّل الأمر على الصفوف التي لا تملك تجهيزات موحّدة.
الأسئلة المتداولة
ما هي استراتيجيات التدخل الخمس؟
استراتيجيات التدخل هي تقنيات متنوّعة تُمكّن الأطفال من تحسين مهارات محددة أو تحقيق أهداف بعينها. وعند الحديث عن الفهم القرائي، قد تشمل ترميز الألوان، ألعاب الطاولة، القوافي، الرسم، الإشارات البصرية، وغير ذلك كثير.
ما الفرق بين تدخل القراءة وطريقة تعليم شخص القراءة؟
غالبًا ما يشير تعليم شخص القراءة إلى التقنيات القياسية، بينما يركّز تدخل القراءة على أساليب بديلة يمكن أن تساعد الطلاب المتعثرين. لذا يكمن الفارق الأساسي في النهج.
ما هي التدخلات الخمس الفعّالة مع القراء المتعثرين؟
من التدخلات الفعّالة مع القرّاء المتعثرين: تمديد الكلمات، IRI، مهارات الفونكس، تطبيقات تحويل النص إلى كلام مثل Speechify، الكلمات البصرية، وغير ذلك كثير. قد تتطلّب بعض هذه الأساليب معرفة مسبقة، لكن هناك الكثير من الدورات الممتازة التي يمكنك العثور عليها.
