ما هو عسر الحساب؟

عسر الحساب، الذي يُوصف كثيرًا بأنه عسر القراءة مع الأرقام، هو اضطراب تعلّمي مرتبط بالرياضيات. يواجه الأطفال الذين يعانون من عسر الحساب صعوبة في التمييز بين الأعداد المختلفة ويتعثرون عند تطبيق صيغ رياضية متنوعة لحل المسائل الحسابية.

غالبًا ما يُخلَط بين عسر الحساب وعسر القراءة، وهو اضطراب تعلّمي يؤثر في الوعي الصوتي والفونولوجي لدى الأطفال.

تعريف عسر الحساب

عسر الحساب أو عسر القراءة مع الأرقام هو اضطراب نمائي يعيق قدرة الطفل على اكتساب المهارات الرياضية. غالبًا ما يبلِي الأطفال المصابون بعسر الحساب بلاءً حسنًا في مواد أخرى، لكنهم يحققون نتائج ضعيفة باستمرار في مادة الرياضيات. وقد يعجزون عن فهم معنى الأعداد أو إجراء العمليات الحسابية البسيطة مثل القسمة والضرب والجمع والطرح.

إذن، فهذا هو التعريف الأدق لعسر الحساب. إنه اضطراب دماغي يرتبط بخلل في الروابط العصبية المسؤولة عن المعالجة العددية واللغة المرتبطة بالأرقام.

مدى انتشار عسر الحساب

لا يُعترف بعسر الحساب بقدر ما يُعترف بعسر القراءة، لكنه لا يقل شيوعًا عنه. تشير الأبحاث إلى أن انتشار عسر الحساب مماثل لعسر القراءة، إذ يتراوح بين 3% و6% بين طلاب المدارس الابتدائية، وبالتساوي تقريبًا بين الأولاد والبنات.

الخلط بين عسر الحساب وعسر القراءة

غالبًا ما يستخدم الآباء والمعلمون مصطلحات مثل «عسر القراءة الرقمي» و«عسر قراءة الرياضيات» للإشارة إلى عسر الحساب. ومع ذلك، فإن عسر القراءة وعسر الحساب اضطرابان تعلّميان مختلفان كليًا.

عسر القراءة هو اضطراب تعلّمي يجعل من الصعب على الأطفال قراءة الكلمات وتهجئتها. يُفرَط في استخدام هذا المصطلح كثيرًا ويُستعمل خطأً لوصف اضطرابات تعلّمية أخرى مثل عسر الحساب وعسر الكتابة.

المصطلح الأنسب لعسر الحساب هو «اضطراب في الرياضيات» أو «صعوبة تعلّم الرياضيات». 

الارتباط باضطرابات أخرى

قد يتزامن عسر الحساب مع اضطرابات أخرى.

تُظهر الأبحاث أن نصف الأطفال المصابين بعسر القراءة لديهم أيضًا عسر الحساب.

أثبتت أبحاث عام 2015 أن حوالي 11% من الأطفال المصابين بعسر الحساب لديهم أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).

غالبًا ما تأتي مثل هذه الصعوبات التعلّمية معًا. يُستحسن فحص طفلك بحثًا عن اضطرابات أخرى إن كان قد شُخِّص بالفعل بواحد منها.

أنواع عسر الحساب

بحسب موقع إيرلندي معنيّ بعسر القراءة، يمكن تقسيم عسر الحساب إلى ثلاث فئات فرعية.

1. كمّي – حين يواجه الطفل صعوبة في عدّ الأعداد أو إجراء عمليات حسابية بسيطة
2. كيفي – حين لا يكتسب الطفل المهارات الحسابية أو لا يتقنها لإجراء عملية ما، أو لا يفهم تعليماتها
3. وسيط – حين يعجز الطفل عن أداء العمليات الرياضية الأساسية باستخدام الرموز أو الأرقام

قسّم الدكتور لاديسلاف كوسك، أحد روّاد هذا المجال، عسر الحساب إلى ستة أنواع بناءً على العلامات والأعراض.

1. لفظي – يواجه الأطفال المصابون بعسر الحساب اللفظي صعوبة في فهم وتسمية المفاهيم الرياضية المقدَّمة شفهيًا. يمكن لهؤلاء الأطفال قراءة الأرقام وكتابتها، ومع ذلك يجدون صعوبة كبيرة في التعرّف إليها إذا قُدمت لهم شفهيًا.
2. معجمي – يشير العسر الحسابي المعجمي إلى صعوبة في قراءة الأرقام والرموز الرياضية (رموز العمليات مثل + -) والتعابير والمعادلات. قد يفهم الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب الأرقام والمفاهيم الحسابية عند سماعها، لكنه يواجه صعوبة في كتابتها أو فهمها كتابةً.
3. رسومي – يواجه الطفل المصاب بالعسر الحسابي الرسومي صعوبة في كتابة الأرقام أو الرموز الرياضية. قد يفهم المفهوم الرياضي، لكنه يفتقر إلى القدرة على كتابة الرموز المناسبة أو قراءتها أو استخدام علامات العمليات.
4. تشغيلي – يعيق العسر الحسابي التشغيلي قدرة الطفل على إجراء العمليات الحسابية كتابيًا أو شفهيًا، حتى البسيطة منها. قد يفهم هذا الطفل الأرقام وعلاقاتها، لكنه لا يستطيع التلاعب بالأرقام والرموز أثناء الحساب.
5. إدغنوستيكي – يجد الطفل المصاب بالعسر الحسابي الإدغنوستيكي صعوبة في فهم المفاهيم الرياضية وترسيخها وتذكّرها بعد تعلمها.
6. براكتوغنوستيكي – العسر الحسابي البراكتوغنوستيكي حالة يفهم فيها الطفل المفاهيم الرياضية لكنه يعاني عند تطبيقها في الحياة اليومية. ويواجه صعوبة أثناء العدّ أو المقارنة بين الأشياء، مثل تحديد أي القطعتين أطول.

أعراض عسر الحساب

تظهر أعراض عسر الحساب على هيئة مجموعة من الصعوبات المرتبطة بالرياضيات.

1. الالتباس في الرموز الرياضية (+ - x ÷) أو ضعف فهمها
2. صعوبة في قراءة الوقت باستخدام ساعة عقارب
3. صعوبة في إجراء العمليات الحسابية الأساسية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة أو فهم كلمات مثل «زائد»، «الجمع»، «اجمعها معًا»
4. ضعف مهارات الحساب الذهني
5. صعوبة في تحديد أيّ الرقمين أكبر
6. صعوبة في حفظ جداول الضرب
7. مشكلات في التسلسل
8. ينظر إلى الأرقام كرموز بلا معنى بدلًا من إدراكها كرموز تمثل قيمًا عددية (ومن هنا جاء مصطلح «عسر القراءة الرياضي»)
9. صعوبة في التمييز بين الاتجاهات مثل اليسار واليمين
10. استراتيجيات حساب ضعيفة؛ مثلًا، بدلًا من جمع 100 و25 قد يرسم الطفل مئة نقطة وخمسًا وعشرين نقطة ثم يعدّها واحدةً تلو الأخرى
11. لا يستطيع «التعرّف الفوري» (subitize)؛ أي تحديد عدد العناصر في مجموعة بمجرد النظر بدلًا من العد — فالشخص العادي قد يتعرّف فورًا إلى ما يصل إلى ستة أو سبعة عناصر، بينما قد يعدّ الطفل المصاب بأعراض عسر الحساب عنصرين واحدًا تلو الآخر بدلًا من تمييزهما فورًا
12. قد لا يتمكّن من استخدام الآلة الحاسبة بشكل صحيح لأنه لا يعرف ما المتغيرات المطلوب إدخالها أو الرموز المناسبة
13. يصعب عليه تعميم مفاهيم بسيطة؛ مثل إذا كان 2+6=8 فهل 20+60=80 أو 2 متر + 6 متر = 8 أمتار
14. قد لا يتمكّن من ملاحظة الأنماط في التسلسل الرياضي أو توقّعها أو تتبّعها؛ خذ جدول الضرب في 10 مثالًا: 10، 20، 30، 40، إلخ؛ النمط هنا واضح، لكن قد لا يلتقطه الطفل المصاب بعسر الحساب بسرعة.
15. صعوبة في الحساب بالعكس زمنيًا، مثل معرفة متى يجب المغادرة ليصل في موعد محدد
16. قد يبدّل أو يعكس الأرقام؛ مثل 49 بدلًا من 94 أو 248 بدلًا من 428
17. صعوبة في تسجيل النقاط أو النتائج أثناء مباراة
18. صعوبة في مهام يومية مثل التأكّد من الباقي بعد الدفع
19. صعوبة في فهم أو تذكّر المفاهيم الرياضية أو الصيغ أو القواعد أو التسلسلات
20. في الحالات الشديدة قد يتطور الأمر إلى رُهاب الأرقام والرياضيات وحتى الأجهزة الحسابية

تختلف أعراض وملامح عسر الحساب أيضًا باختلاف عمر الطفل.

أكثر من 40 عرضًا لعسر الحساب عند أطفال ما قبل المدرسة

1. صعوبة عند تعلم العدّ
2. مشكلة في الفرز
3. كتابة الأرقام مقلوبة
4. صعوبة في التعرف إلى رموز الأرقام، مثل العجز عن ربط «4» بمفهوم «أربعة».
5. عجز عن ربط الأرقام بمواقف أو أشياء من الحياة اليومية، كعدم القدرة على ربط الرقم «2» بشمعتين أو كتابين، إلخ.
6. صعوبة في فهم الأعداد
7. رموز غير صحيحة أو معكوسة، مثل كتابة 6 بدلًا من 9 أو 3 بدلًا من 8
8. صعوبة في تصنيف الأشياء بحسب الحجم والشكل
9. ضعف في الذاكرة السمعية للأرقام
10. الخلط بين الأرقام المتشابهة صوتيًا
11. مشاكل في تسلسل الأرقام مثل حذف رقم أو تكراره مرتين، مثل 1، 2، 3، 3، 5، 6، 8
12. قد لا يقدر على البدء بالعدّ من وسط السلسلة؛ مثلًا يبدأ العدّ من خمسة أو ستة، لكنه بدلًا من ذلك يشرع بكتابة الأرقام من الأول فصاعدًا أو يسترجع التسلسل بدءًا من الواحد في ذهنه
13. أعراض عسر الحساب لدى الأطفال من الروضة حتى المرحلة الإعدادية
14. صعوبة في حفظ أو حتى تعلم البنى الحسابية الأساسية مثل 2+2=4
15. صعوبة في التفريق بين كلمات مثل «أقل من» و«أكبر من».
16. الاعتماد على الأصابع في العدّ
17. صعوبة في استخدام الرموز الرياضية والخلط بينها، مثل المزج بين – و +
18. صعوبة في التعرف إلى الأرقام بدقة
19. عجز عن تذكر أو فهم القواعد أو الخطوات لحل مسائل الرياضيات الأساسية
20. بدء حل المسائل بترتيب خاطئ؛ مثل البدء بالقسمة من اليمين بدلًا من اليسار أو جمع/طرح الأرقام من اليسار بدلًا من اليمين
21. صعوبة في الاستدلال، كأن تكون نتيجة الطرح أكبر من الأعداد الأصلية
22. صعوبة في إجراء «الحمل» عند الجمع أو الطرح؛ كما قد لا يفهم الأطفال المصابون بعسر الحساب الكسور العشرية أو التسلسلات العددية
23. صعوبة في إجراء العمليات الحسابية الأساسية ذهنيًا
24. عجز عن تذكر الأنماط التي واجهوها من قبل
25. مشكلة في محاذاة الأرقام داخل المسائل؛ على سبيل المثال، قد لا يعرف الأطفال المصابون بعسر الحساب كيف يكتبون مسألة جمع أفقية (3+6=?) بشكل عمودي؛ وتحدث أخطاء مماثلة في الضرب والقسمة حيث يحدث تبادل أو قلب للأرقام
26. عدم القدرة على فهم المسائل الشفهية (مثلًا: لدى مايك 7 برتقالات، وأعطى 4 لجينيت. كم عدد البرتقالات مع مايك الآن؟)؛ الأطفال المصابون بعسر الحساب لا يلتقطون الفكرة الأساسية للمسألة ويجدون صعوبة في تصور المعلومات التي سمعوها.
27. الشعور بالقلق عند إنجاز المهام الرياضية
28. قد يواجهون صعوبات عامة أخرى مثل قراءة الساعة أو معرفة الاتجاهات
29. أعراض عسر الحساب لدى طلاب المرحلة الثانوية
30. صعوبة في تطبيق المفاهيم الرياضية على مواقف الحياة الواقعية؛ مثل إعداد ميزانية، حساب المبلغ الواجب دفعه بعد الشراء، وإعطاء الباقي، إلخ
31. صعوبة في قياس المقادير، مثل 500 مل من الحليب، 250 جم من الدقيق، أو نصف كيلو من السكر
32. مشكلة في فهم المعلومات من الجداول والخرائط والرسوم البيانية
33. ضعف الإحساس بالمكان والاتجاه؛ وقد يضلّ الطريق كثيرًا بسبب ضعف الإحساس بالاتجاه
34. ضعف في مهارات القيادة؛ إذ لا يستطيعون حساب السرعة أو المسافة بدقة
35. عدم القدرة على توظيف أساليب متعددة لحل مشكلة واحدة أو استخدام صيغ مختلفة لحل معادلة واحدة
36. الشعور بالقلق عند إنجاز المهام الرياضية
37. أعراض عسر الحساب لدى البالغين
38. قد يصعب عليهم العدّ تنازليًا
39. صعوبة في تذكر الحقائق الأساسية أو البديهية
40. ضعف في الإحساس بالأعداد والتقدير
41. صعوبة في فهم قيمة المنزلة العددية
42. أبطأ في الحساب مقارنةً بأقرانهم من العمر نفسه
43. ضعف في مهارات الحساب الذهني
44. معاناة من قلق شديد تجاه الرياضيات

أسباب عسر الحساب

يؤثر عسر الحساب على الأطفال في واحد أو اثنين أو جميع هذه المجالات:

1. المفهوم العددي الأساسي
2. الاستدلال
3. الذاكرة
4. البصري-المكاني

ما هي أسباب عسر الحساب؟

أُجريت دراسات عديدة لمحاولة العثور على سبب لعسر الحساب، وتشير نتائجها إلى أن عسر الحساب يرجع إلى:

العوامل الوراثية

مشكلات في تطور الدماغ
توفّر تقنيات التصوير العصبي صورة حيّة للجهاز العصبي المركزي ونشاط الدماغ. أظهرت البيانات المجمَّعة بهذه التقنيات أن القصور في الاتصال العصبي لدى حالات عسر الحساب يتركّز في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الأعداد والعمليات الحسابية.

يُعرَف هذا النوع من عسر الحساب باسم عسر الحساب التطوري.

إذا فقد الطفل مهاراته الرياضية والحسابية بسبب إصابة دماغية أو ضعف معرفي آخر، يُسمّى ذلك عدم القدرة على الحساب (أكالكوليا). الأكالكوليا، أو عسر الحساب المكتسب، هي حالة يُصبح فيها الطفل عاجزًا تمامًا عن استخدام الرموز الرياضية.

يُعدّ السبب الرئيسي لعسر الحساب خلقيًا. غالبًا ما يكون أحد والدي الطفل قد واجه صعوبات في الرياضيات.

مع ذلك، تتشابه أسباب عسر الحساب إلى حدٍّ كبير مع أسباب العديد من الاضطرابات المعرفية.

عجز التمثيل العددي – هو خلل عصبي يؤدي إلى تمثيل ذهني خاطئ للأعداد. ونتيجة لذلك، تصبح قراءة الأرقام وفهمها أمرًا صعبًا بشكلٍ ملحوظ. يعجز الأطفال عن فهم معاني مسائل الرياضيات على نحوٍ صحيح.

عجز معرفي يُصعِّب تخزين المعلومات – يُلاحَظ خلل في اتصالات الخلايا العصبية لدى الأطفال المصابين بعسر الحساب، ما يحدّ من وصولهم إلى المعلومات العددية. تسلك شبكات الاتصال العصبي لدى الشخص المصاب بعسر الحساب مسارات مختلفة مقارنةً بشخصٍ غير مصاب بهذا الاضطراب التعلمي.

توجد أيضًا أسباب محتملة أخرى لعسر الحساب ترتبط بعُسر القراءة.

منها:

1. اضطرابات عصبية في الدماغ
2. تغيّرات نفسية حركية (تشنّجات حركية)
3. تعاطي الأم للمخدرات أو الكحول أثناء الحمل
4. نضج عصبي غير مكتمل
5. الولادة المبكرة

تشخيص عسر الحساب

عسر الحساب هو اضطراب تعلمي يعرقل التطوّر الطبيعي لـ المهارات الحسابية.

تعتمد التدخلات الناجحة على التشخيص الدقيق. لتشخيص عسر الحساب، يجب فهم كيفية تأثيره في الدماغ.

آثار عسر الحساب على الدماغ

عسر الحساب هو خلل عصبي في الثلم داخل الفصّ الجداري (intraparietal sulcus) في الدماغ. يتسبب هذا الاضطراب التعلمي في نمط من التدهور المعرفي ويؤدي إلى عجز في المهارات التالية.

الذاكرة العاملة – الذاكرة العاملة هي التخزين المؤقت. تشير هذه المهارة المعرفية إلى قدرة الشخص على التلاعب بالمعلومات لأداء مهام معقدة. يؤدّي العجز فيها إلى صعوبة اتباع التعليمات، وذكريات مُجتزأة، وضعف التركيز، وعدم القدرة على تذكّر الأرقام، ونسيان المهام والتعليمات، وتأخر في الحساب الذهني.

التركيز – يوجد عجز بنيوي في الاتصالات العصبية المرتبطة بحدة الذهن والقدرة على الكفّ، ما يجعل التركيز أصعب. فقدان التركيز يحوّل تعلّم الرياضيات إلى كابوس حقيقي للطفل.

الذاكرة قصيرة المدى – الذاكرة قصيرة المدى هي القدرة على تذكّر معلومات صغيرة لفترة وجيزة جدًا. يجعل العجز في هذه القدرة مسائل الرياضيات مهمة شاقّة للأطفال. قد ينسون الأرقام أو الرموز أثناء الحسابات، ويجدون صعوبة في حفظ جداول الضرب.

الانتباه المقسّم – ترتبط هذه المهارة بالقدرة على أداء مهام متعددة في آنٍ واحد. يعني العجز فيها أن الطفل قد يتشتت بسهولة ويتعب بسرعة.

التخطيط – تساعد هذه المهارة المعرفية في تخطيط الأحداث وتوقّع النتائج. يؤدّي تدهورها إلى عدم القدرة على التخطيط وإكمال التمارين بشكلٍ صحيح.

سرعة المعالجة – تشير سرعة معالجة الدماغ إلى الوقت الذي يستغرقه دماغ الطفل لتلقي المعلومة وإدراكها والردّ عليها. قد تكون هذه المعلومة معادلة رياضية أو تمرينًا أو تمثيلًا بصريًا للأرقام. سرعة المعالجة لدى الأطفال الذين لا يعانون صعوبات تعلم أسرع وتتم تلقائيًا، بينما يحتاج الطفل المصاب باضطراب تعلّمي مثل عسر الحساب إلى وقتٍ أطول لمعالجة المعلومات وفهمها.

التسمية – تشير هذه المهارة المعرفية إلى القدرة على ربط الرقم أو الرمز باسمه واستدعائه بسهولة للاستخدام لاحقًا. الأطفال الذين يعانون عجزًا في هذه المهارة لا يستطيعون تذكّر الأرقام أو استدعاءها أثناء حل مسألة رياضية.

اختبار عسر الحساب

من المهم استبعاد أسباب أخرى قبل فحص طفلك للتحقق من عُسر الحساب. مثلًا، زُر الطبيب وتبيّن ما إذا كان لدى طفلك أي مشكلات بصرية أو سمعية قد تؤثر في قدراته الحسابية أو إحساسه بالأعداد.

ومن المفيد أيضًا التواصل مع معلمي طفلك لمعرفة ما إذا كان يواجه صعوبات في مواد أخرى.

ما إن ترجّح إصابة طفلك بعُسر الحساب، يجدر بك مراجعة أخصائي تعليمي للتشخيص. وبما أن عُسر الحساب يندرج ضمن فئة اضطراب التعلّم المحدّد (SLD)، فينبغي أن يستوفي الطفل أربعة معايير للتشخيص:

ظهرت لدى الطفل صعوبات تعلّم في المدرسة.

المهارات الأكاديمية المتأثرة لدى الطفل أدنى مقارنةً بأقرانه من نفس العمر، ما ينعكس بصعوبة في المهام اليومية، أو الأنشطة المدرسية، أو الواجبات المنزلية، أو شؤون الحياة اليومية.

يبدي الطفل المصاب بعُسر الحساب عرضًا واحدًا أو أكثر من الأعراض الستة المحددة المرتبطة بصعوبات التعلّم واستخدام المهارات الأكاديمية.

لا بد من فحص واستبعاد عوامل وحالات طبية أخرى، بما في ذلك الاضطرابات العصبية، والشدائد النفسية والاجتماعية، والإعاقات الذهنية، ونقص التعليم الملائم.

بعد استيفاء هذه الشروط، يصبح طفلك مستعدًا لاختبار عُسر الحساب. ويقيّم الاختبار أربعة محاور رئيسية:

الطلاقة في الرياضيات: هل يستطيع الطفل استدعاء حقائق الرياضيات الأساسية بسلاسة ومن دون جهد كبير، مثل 5 X 5 = 25 أو جمع الكسور؟

المهارات الحسابية: هل يستطيع طفلك إجراء العمليات الحسابية الأساسية؟ قد يواجه الأطفال الأصغر سنًا صعوبة في الجمع أو الطرح، بينما قد يواجه الأطفال الأكبر سنًا صعوبة في موضوعات مثل الكسور، والأعداد العشرية، والمربعات، والجذور التربيعية.

الاستدلال الكمي: هل يستطيع طفلك فهم المسائل اللفظية وحلّها بسهولة؟

الحساب الذهني: هل يستطيع طفلك إجراء العمليات والمسائل الحسابية الأساسية ذهنيًا؟
بمجرد الانتهاء من الاختبارات، يمكن للخبير إعداد تقرير يساعدك على تلبية احتياجات طفلك.

علاج عُسر الحساب

كما هو الحال في عُسر القراءة، أفضل علاج لعُسر الحساب هو التشخيص المبكر. وكلما كان التشخيص أبكر، أمكنك تزويد أطفالك بالأدوات اللازمة للتكيّف مع عملية تعلّم جديدة حتى لا يتخلّفوا عن الركب.

لا تُعالج صعوبات التعلّم بالأدوية. وعُسر الحساب، شأنه شأن عُسر القراءة، لا يُشفى نهائيًا. ومع ذلك، يقدّم العلاج تعليمات وتدخلات وتسهيلات خاصة. الهدف الأساسي هو ردم فجوة المعرفة لدى الأطفال المصابين بعُسر الحساب ومساعدتهم على تطوير آليات تكيّف تصحبهم مدى الحياة.

توصيات

1. يوصي علماء النفس التربويون والأخصائيون التعليميون بهذه الأدوات للأطفال المصابين بعُسر الحساب:
2. خطط تعليمية مُفصّلة للأطفال المصابين بعُسر الحساب
3. ألعاب تعليمية قائمة على الرياضيات
4. مزيد من التدريب على مهارات الرياضيات مقارنةً بأقرانهم
5. تسهيلات دراسية
6. يكون الطلاب المصابون بعُسر الحساب مؤهلين للحصول على تسهيلات معينة في الفصل الدراسي بموجب IDEA (قانون تعليم ذوي الإعاقات):
7. السماح باستخدام الآلات الحاسبة
8. تعديل مستوى صعوبة الواجبات
9. وقت إضافي لإكمال الاختبارات والواجبات
10. تعزيز المهارات الأساسية لدى الطفل
11. بيئة عمل هادئة
12. إتاحة تسجيل المحاضرات
13. استخدام ملصقات تعليمية لتثبيت الحقائق والمفاهيم الرياضية الأساسية
14. إتاحة مواد داعمة عبر مشاريع عملية ودروس تفاعلية بالحاسوب

إذا لم يُعالَج عُسر الحساب أثناء الطفولة، فسيستمر إلى مرحلة البلوغ. وقد يواجه البالغون المصابون به صعوبات جمّة عند متابعة التعليم العالي أو السعي للنجاح في مكان العمل.

ومن ثمّ، يحقّ للبالغين المصابين بعُسر الحساب الحصول على تسهيلات محددة في أماكن عملهم وفقًا لقانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA).

كيف تساعد طفلك المصاب بعُسر الحساب

إذا لم يُعالَج عُسر الحساب بعناية، فقد يؤدي ذلك إلى قلق الرياضيات أو حتى رُهاب الرياضيات. لذا، ينبغي التعامل مع الطفل بصبر لمساعدته على تجاوز قلقه من الرياضيات وتعزيز ثقته بنفسه وتحسين أدائه في المادة.

لمساعدة طفلك على مواجهة عُسر الحساب، يمكنك القيام بما يلي:

1. زوِّد طفلك بالأدوات المناسبة، مثل آلة حاسبة سهلة الاستخدام
2. اسمح لطفلك باستخدام الورق أو أصابعه عند العدّ
3. استعن بمعلّم رياضيات خبير (وربما تكون لديه خبرة مع أطفال لديهم صعوبات تعلّم مثل عُسر الحساب)
4. جرّب توظيف الموسيقى والإيقاع لتثبيت خطوات الرياضيات والحقائق الحسابية
5. استخدم ورق المربعات للحفاظ على استقامة الأرقام والأعمدة ومنع اختلاطها
6. أثنِ وامدح دائمًا جهد طفلك لا النتيجة الصحيحة فقط
7. علِّمه المسائل اللفظية في الرياضيات بالاستعانة بالصور
8. ثبّت ألعاب رياضيات على الكمبيوتر أو الحاسوب المحمول ودَعْ طفلك يلعب (وحاوِل العثور على ألعاب رياضيات ممتعة)
9. ثقّف نفسك وعلِّمه عن طرق التعامل مع قلقه
10. لا تُصنع وصمة، وتحدّث مع طفلك بصراحة عن صعوبة تعلّمه

ألعاب يمكنك لعبها لمساعدة طفلك على التغلّب على عُسر الحساب

تحفيز طفلك والصبر معه من أهم جوانب التدخّل في عُسر الحساب. ينبغي أن يؤمن بأنه يستطيع التغلّب على عُسر الحساب بالممارسة المستمرة وبذل الجهد والصبر.

استمر في تذكيره بمواهبه الأخرى وحافظ على رفع معنوياته.

التعلّم لا ينبغي أن يكون مملًا أو معاناة دائمة له. يمكنك جعل التعلّم ممتعًا باللعب معه بعدة ألعاب. وفيما يلي بعض الأمثلة:

1. لعبة السوبرماركت: اطلب من طفلك أن يساعدك في التسوّق بتحديد عدد الأشياء التي تحتاج إلى شرائها، وما المتبقي للشراء، وما الذي عثر عليه من القائمة.
2. لعبة التسعير: اطرح عليه أسئلة حول التسعير وكافِئه. على سبيل المثال، أيهما صفقة أفضل: آيس كريم ثمنه $1 أم آخر ثمنه $2؟
3. لعبة الطهي: دَعْه يشارك في الطهي ويساعدك في الوصفة. مثلًا، تحتاج إلى أربع جزرات ونصف كوب من الأرز كمقادير. اجعله مسؤولًا عن اختيار المقادير المطلوبة.
4. لعبة الساعة: اطلب من طفلك أن يقرأ لك الوقت عند أوقات معيّنة مثل 12:45. كافِئه إن أخبرك بالوقت الصحيح وأثنِ عليه.
5. لعبة التقسيم: اشتريت كعكة، وهناك ستة أفراد في العائلة. اسأل طفلك كيف نقسم الكعكة إلى ست حصص متساوية.
6. لعبة رقم الهاتف: تخيّل أنك ستتصل بوالد الطفل. اسأله عن الأرقام الثلاثة الأولى من رقم هاتفه، ثم قل أنت الباقي. إذا أجاب إجابة صحيحة، امدحه واحتفلا معًا.
7. اللعب التمثيلي: يمكنك لعب لعبة تمثيلية بسيطة مع طفلك. اجعله أمين صندوق في سوق خيالي داخل المنزل وكن أنت الزبون. قدّم له أغراضًا واطلب منه أن يخبِرك بالمبلغ الإجمالي لكل الأشياء اعتمادًا على أسعارها. ادفع ثمن أغراضك واطلب الباقي. هذه اللعبة ستعلّمه الجمع والطرح والكمّ، إلخ. يمكنك تجربة طرق مختلفة لجعلها أكثر متعة لطفلك.

خاتمة

عُسر الحساب، مثل اضطرابات التعلّم الأخرى، لا علاج شافيًا له. ومع ذلك، يمكنك مساعدة طفلك على التعايش معه وعيش حياة طبيعية. التشخيص المبكر هو أفضل سبيل للتعامل مع عُسر الحساب.

يجب اتباع قواعد التدخّل الخمس لعُسر الحساب لمساعدة طفلك على تحسين مهاراته الحسابية.

التزم بالمبادئ الأساسية

ابذل قصارى جهدك لتقليل القلق حتى لا يتكوّن لديه رُهاب الأرقام

علِّم باستخدام أساليب متعددة الحواس (حركية وسمعية وبصرية)، لتدعم القنوات الأقوى لديه القنوات الأضعف

لا تدعه يشعر بالإحباط بسبب أخطائه، وعلّمه أن للأخطاء جانبًا إيجابيًا أيضًا

التكرار مناسب ومفيد له

هناك العديد من التطبيقات التي تُسرّع هذه العملية. على سبيل المثال، Speechify هو تطبيق تحويل النص إلى كلام أثبت فعاليته في مساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة و اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيرها من صعوبات التعلّم. عموماً، يواجه الأطفال ذوو صعوبات التعلّم تشتّتاً وضعفاً في التركيز. يقرأ Speechify النصوص بصوت عالٍ ويساعدهم على تحسين تعلّمهم بوتيرة أفضل. فإمكانية تحويل أي نص مكتوب إلى كلام تمكّن الأطفال من القراءة بسرعة أكبر.

ومع ذلك، لا تنسَ أن دعمك ومساندتك هما الأهم لمساعدة طفلك على تجاوز عسر الحساب.