في عصر يتداخل فيه الذكاء الاصطناعي (AI) مع كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، لم تُستثنَ صناعة السينما. ومن أبرز تطبيقاته في عالم الأفلام استخدامه في الدبلجة — العملية التي باتت تُعرف اليوم بالدبلجة بالذكاء الاصطناعي.
ما هي الدبلجة بالذكاء الاصطناعي؟
الدبلجة بالذكاء الاصطناعي هي توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في ترجمة الحوارات وإعادة تسجيلها بلغات مختلفة للأفلام والبرامج التلفزيونية الأجنبية. عبر خوارزميات متقدمة وتقنيات التعلم الآلي، يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاة أصوات وأداء الممثلين الأصليين ومزامنة الصوت المدبلج مع حركات الفم لنتيجة أكثر طبيعية. تستفيد هذه العملية المبتكرة من الدبلجة وتقنيات مثل التزييف العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي والشبكات العصبية لضمان مزامنة شفاه دقيقة، مع الحفاظ على جوهر الأداء الأصلي.
هل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الدبلجة؟
بالتأكيد. يتزايد لجوء العديد من استوديوهات هوليوود وخدمات البث مثل نتفليكس وأمازون وديزني إلى إمكانيات الدبلجة بالذكاء الاصطناعي. ومن الأمثلة البارزة شركة Deepdub الناشئة؛ إذ عمل المؤسس المشارك أوفير كراكاوفسكي مع المخرج سكوت مان في فيلم "Heist"، حيث استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكرار صوت روبرت دي نيرو بعدة لغات.
ما هي فوائد الدبلجة بالذكاء الاصطناعي؟
تقدم الدبلجة بالذكاء الاصطناعي مزايا عدة مقارنة بالدبلجة التقليدية. أولًا، تُسرّع مرحلة ما بعد الإنتاج، ما يتيح تعريبًا أسرع للأفلام والبرامج التلفزيونية. كما توفر تطابقًا شبه مثالي بين الصوت وحركة الشفاه، وهو ما يعزز تجربة المشاهدة للجمهور العالمي بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، تساعد الدبلجة بالذكاء الاصطناعي في الحفاظ على أصالة أداء الممثلين الأصليين، والتي قد تضيع في أعمال التعليق الصوتي التقليدية.
ما الفيلم الذي استُبدل فيه البشر بالذكاء الاصطناعي؟
تشُق الدبلجة بالذكاء الاصطناعي طريقها إلى هوليوود تدريجيًا وبثبات. وكما ذُكر، كانت Deepdub من رواد هذا التحول مع فيلم "Heist"؛ إذ دبجت حوارات دي نيرو بالإنجليزية إلى عدة لغات بسلاسة، مع الحفاظ على الإيقاع والنبرة والحدة العاطفية لأدائه الأصلي.
ما مستقبل الدبلجة بالذكاء الاصطناعي؟
يحمل مستقبل الدبلجة بالذكاء الاصطناعي وعودًا كبيرة. فهي لا تقتصر على الأفلام فحسب، بل تمتد إلى البودكاست والكتب الصوتية والرسوم المتحركة. ويعمل معهد ماكس بلانك ومايكروسوفت أيضًا على تطوير تقنيات قد تُحسّن مزامنة الأصوات المدبلجة مع وجوه الممثلين بدرجة أكبر. الهدف هو خلق تجربة سينمائية متاحة عالميًا، بغض النظر عن حواجز اللغة.
أفضل 8 برامج/تطبيقات للدبلجة بالذكاء الاصطناعي:
- Deepdub: متخصصة في إحداث نقلة في التعريب عبر نماذج التعلم العميق الخاصة بها، مع رفع تفاعل المشاهد مع الحفاظ على روح الأداء الأصلي.
- Respeecher: تستخدم تقنيات صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوليد تعليقات صوتية عالية الجودة، وتُستعمل على نطاق واسع في هوليوود لإنشاء أصوات مخلوقات فريدة ولأعمال الدبلجة.
- Overdub by Descript: تُنشئ نسخة رقمية واقعية من الصوت، مفيدة لأعمال التعليق الصوتي والدبلجة لصانعي الأفلام ومنتجي البودكاست.
- Wavenet من جوجل: تقنية تحويل النص إلى كلام من جوجل مصممة لإنتاج كلام طبيعي الإيقاع، ما يساعد في إنشاء نسخ مدبلجة للأفلام.
- خدمات Azure المعرفية من مايكروسوفت: تقدم قدرات متقدمة لتحويل الكلام إلى نص والعكس، ما قد يُحدث ثورة في تعريب الأفلام والبرامج.
- Amazon Polly: يولّد كلامًا طبيعيًا، ويدعم لغات وأصواتًا متعددة يمكن توظيفها في الدبلجة بالذكاء الاصطناعي.
- IBM Watson Text to Speech: يحوّل النص المكتوب إلى صوت طبيعي، ويُعد أداة مفيدة في عمليات الدبلجة.
- Papercup: شركة ناشئة بريطانية تترجم أصوات الفيديوهات إلى لغات أخرى، ما يثبت جدواها في تعريب محتوى صناعة الإعلام.
تبرز الدبلجة بالذكاء الاصطناعي كتقنية ثورية في صناعة الأفلام. بالاستفادة من التعلم الآلي وخوارزميات متقدمة، تعد بإعادة تشكيل طريقة استهلاكنا للأفلام الأجنبية، وجعلها أكثر إتاحة ومتعة للجماهير حول العالم.

