كيف تتذكر المزيد مما تدرسه
ليس سرًا أن التكرار هو الأسلوب الشائع للتعلّم. لكن هناك أكثر من مجرد الحفظ الآلي أو تكرار المادة. الدراسة تتجاوز الحفظ الآلي. لقد تطورت تقنيات الدراسة على مر السنين، ونعلم الآن أن جودة النوم والنظام الغذائي ومستويات التوتر تؤثر أيضًا في مدى قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة.
عملية التعلّم ليست واحدة لدى الجميع؛ فبعض الناس يتعلّمون سمعيًا وآخرون بصريًا. ومع ذلك، هناك العديد من حِيَل الذاكرة التي يمكن تجربتها لتحسين الاحتفاظ واسترجاع المادة. تعلّم كيفية الدراسة بطريقة صحيحة يتجاوز الحصول على درجات جيدة—إنها مهارة حياتية أساسية.
سنشاركك اليوم بعض تقنيات الذاكرة المختلفة التي يمكنك تجربتها.
لماذا ننسى ما نتعلمه؟
عند مناقشة أفضل الطرق لحفظ المعلومات، علينا أيضًا أن نتساءل لماذا ننسى ما نتعلمه. ربما كنت تتذكر أرقام هواتف عائلتك وأصدقائك في السابق، ولكن الآن بالكاد تتذكر رقمك.
بالطبع جعلت الهواتف الذكية حفظ أرقام الهواتف غير ضروري، وهذا بدوره سبب إضافي للنسيان. ومن دون تكرار للمادة المتعلَّمة، سننساها لا محالة.
لا حدود تقريبًا لقدرتنا على تخزين معلومات جديدة، لكن قدرتنا على استرجاعها تتأثر بعوامل مختلفة. مشكلة استدعاء المعلومات أو النسيان لطالما أثارت اهتمام العلماء.
في أواخر القرن التاسع عشر، وضع هيرمان إبنغهوس فكرة منحنى النسيان. يشرح مخططه لفقدان الذاكرة كيف ننسى ما نتعلمه ما لم نراجعه على فترات متباعدة. كما اكتشف أن التكرار المتباعد هو أنجح طريقة للاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل.
أفضل التقنيات لتعزيز قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات
لا بأس بالسهر ليلة الامتحان بين حين وآخر، لكن النجاح الدراسي على المدى الطويل يحتاج إلى نهج أكثر انتظامًا. يمكن للقائمة التالية من تقنيات الدراسة أن تُحدث فارقًا كبيرًا.
رتّب مكانك
يتطلب الاحتفاظ بالمعلومات تركيزًا، ويساعد المكان المنظّم جيدًا في تحقيق ذلك. أزِل الفوضى من مكتبك أو محيطك عمومًا، وهيّئ المواد، واضبط الإضاءة، وافتح النافذة قبل الجلوس للمذاكرة.
جرّب الحروف الأولى والوسائل التذكيرية (المِنيمونيك)
إحدى أفضل الطرق لتعزيز الاحتفاظ هي استخدام الحروف الأولى لكلمات والوسائل التذكيرية. على سبيل المثال، قد يتذكر الطفل الحرف الأول من كل كلمة في جملة، والذي يمثّل أيضًا الحرف الأول لكل عنصر في قائمة يحتاج إلى حفظها. وقد تكون الوسائل التذكيرية أيضًا تنظيم الملاحظات، أو ألحانًا قصيرة، أو تقنيات تخيّل.
مارس التمارين
تُظهر الأبحاث أن التمارين المنتظمة يمكن أن تحسّن الذاكرة وتقوّي الروابط بين الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الحفظ. والجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة هو الأفضل لتحقيق نتائج مثلى. ومع ذلك، حتى المشي الخفيف خلال اليوم في أحضان الطبيعة يمكن أن يساعد وقت المذاكرة.
أنشئ قصرًا للذاكرة
كثيرًا ما نسمع عن الخرائط الذهنية، وهي ممارسة رسم خرائط شعاعية للتعلم والاحتفاظ بشكل أفضل. ومع أن لهذه التقنية فوائد عديدة، يمكنك أيضًا اتباع أسلوب تخيّل مختلف وبناء قصر للذاكرة.
تقوم الفكرة على تخيّل مكان مألوف، مثل منزلك في الطفولة أو فصل دراسي، واستخدامه كمكان لتخزين المعلومات. مثلًا قد ترغب في تذكّر قائمة تسوّق؛ فتتخيّل وضع كل عنصر من القائمة في مواضع محددة داخل ذلك المكان المتخيَّل في ذهنك. قد تبدو الطريقة أعقد قليلًا، لكنها تصبح فعّالة جدًا مع التمرين.
مارس الاسترجاع النشط
طريقة رائعة لترسيخ المعلومات في ذهنك هي تعليمها لشخص آخر. يمكنك شرح أفكار معقدة لصديق ثم سؤاله إن كان قد فهمها. تدفعك هذه الطريقة إلى التلخيص واستخلاص الاستنتاجات، وهذا عنصر أساسي للتعلّم طويل الأمد.
نم لتثبيت المعلومات
تعالج أدمغتنا وتخزّن المعلومات أثناء النوم. مراجعة المادة، ولو لدقائق، قبل الذهاب إلى النوم تساعد على استدعائها لاحقًا. في المقابل، يؤثر الحرمان المزمن من النوم في قدرتك على التركيز واحتفاظك بالمعلومات.
ذكر خاص
إليك بعض تقنيات المذاكرة الإضافية التي يمكنك تجربتها:
- البطاقات التعليمية
- تقنية بومودورو
- تبديل أماكن الدراسة
- ربط الصور بالأسماء
- الاختبار الذاتي
- الاستعارات والتشبيهات
تذكّر أكثر مع Speechify
بالنسبة للبعض، تكون المذاكرة أكثر تحديًا بسبب صعوبات في التركيز وفهم النصوص. يمكنك تجاوز هذه التحديات باستخدام أداة تحويل النص إلى كلام موثوقة مثل Speechify. يمكن للطلاب تحسين التذكّر والتركيز عبر اختيار أحد الأصوات الطبيعية لقراءة أي نص رقمي بصوت عالٍ.
أدوات تحويل النص إلى كلام مفيدة للطلاب الذين يعانون من عُسر القراءة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكنها تفيد أيّ شخص يرغب في مراجعة المادة بسرعة أكبر. مع Speechify، يمكنك ضبط سرعة القراءة وفق تفضيلاتك، وتغيير نبرة صوت المتحدث، وحتى استخدام ميزة تدوين الملاحظات لتعزيز الذاكرة طويلة الأمد. جرّب Speechify اليوم مجانًا وحمّل التطبيق على آيفون أو أندرويد.
الأسئلة الشائعة
كيف أتذكر ما درسته في 15 دقيقة؟
يمكنك تذكّر الكثير في 15 دقيقة إذا توافرت الظروف المناسبة. التأكد من غياب المشتتات والحصول على قسط كافٍ من النوم أمر أساسي. خُذ نفسًا عميقًا وركّز على إنشاء روابط سريعة بين الأفكار؛ فهذا يساعد أيضًا.
كيف تتذكر كل ما تدرسه في يوم واحد؟
إذا كنت تذاكر بكثافة لاختبار في اليوم التالي، فغالبًا ستتذكّر الكثير مما درسته. ومع ذلك، فهذا النوع من المذاكرة ليس مثاليًا للحفظ على المدى الطويل. وربما لن تتذكر كل ما تعلمته، لكن ببعض الحيل يمكنك الاحتفاظ بما يكفي لاجتياز الامتحان.
ما الذي يجعل المذاكرة أصعب؟
هناك عوامل عديدة تجعل المذاكرة أكثر صعوبة. غياب الدافع الواضح لبذل الجهد مشكلة شائعة. كما أن كثرة المشتتات مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي، وضعف عادات الدراسة منذ الصغر، ورداءة المواد التعليمية، وقلة الراحة، وسوء النظام الغذائي، وتعدد المهام.

